الأربعاء، 16 نوفمبر 2011
عن أي فتنة يتحدثون ؟
“ ان الملائكة ألذين أنزلهم الله في يوم بدر لنصرة النبي بزعمكم كانوا مفلولي الشوكة قليلي البطشة على كثرة عددهم و اجتماع أيديهم و أيدي المسلمين ، فلم يقدروا على أن يقتلوا زيادة على سبعين رجلا ، فأين كانت الملائكة في يوم أحد لما توارى النبي ما بين القتلى فزعا و ما باله لم ينصروه في ذلك المقام ؟”.
الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011
الى خليفتنا السادس و غلمان النهضة
في اطار دفاعهم عن دولتهم الاسلامية الوهمية يحاول ملتحونا ايجاد ما يرونه خللا في نماذج دولنا المعاصرة ، و من أبرز حججهم التعلل بانتشار الفساد و الانحلال الأخلاقي موهمين السامع أن ذلك نتيجة “لاستيراد” النموذج الغربي و محاكاته ، و من أبرز شطحاتهم و تعلاتهم موضوع الشذوذ و ألذي يتعللون بأنه وافد على دولنا التقية من دول الكفر الغربية محاولة منها سلب هويتنا و عروبتنا و طهارتنا ، و عندما تسمع ذلك ترسم صورة في خيالك لدولة اسلامية غابرة لا يعيش فيها سوى الطاهرون و الملائكة ، و بمناسبة استعادتنا للخلافة على يد أمير المؤمنين حمادي الجبالي وجب علينا سرد بعض ما جاء في كتب التاريخ حول بعض الخلفاء ، فلعله يتأسى بهم و يحذو حذوهم في عصره.
جاء في كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي أن الخليفة الواثق كان وافر الأدب مليح الشعر وكان يحب خادماً أهدي له من مصر ومن شعر الواثق في خادمه:
مهج يملك المهج ... بسجي اللحظ والدعج
حسن القدر مخطف ... ذو دلال وذو غنج
ليس للعين إن بدا ... عنه باللحظ منعرج
ومن أخبار الواثق أسند الصولي عن جعفر بن الرشيد قال كنا بين يدي الواثق وقد اصطبح فناوله خادمه مهج ورداً ونرجساً فأنشد في ذلك بعد يوم لنفسه:
حياك بالنرجس والورد ... معتدل القامة والقد
فألهبت عيناه نار الهوى ... وزاد في اللوعة والوجد
أملت بالملك له قربه ... فصار ملكي سبب البعد
ورنحته سكرات الهوى ... فمال بالوصل إلى الصد
إن سئل البذل ثنى عطفه ... وأسبل الدمع على الخد
غر بما تجنيه ألحاظه ... لا يعرف الإنجاز للوعد
مولى تشكى الظلم من عبده ... فأنصفوا المولى من العبد
و قد فقد الواثق يوما عقله فأغضب غلامه “مهج” فتعطلت مصالح الدولة و خشي كبار الدولة الدخول عليه في حاله تلك خوفا منه على أنفسهم ، ثم إنه سمع غلامه يقول لبعض الخدم “والله إنه ليروم أن أكلمه من أمس فما أفعل” فقال الواثق:
يا ذا الذي بعذابي ظل مفتخراً ... ما أنت إلا مليك جار إذ قدرا
لولا الهوى لتجارينا على قدر ... وإن أفق منه يوماً ما فسوف ترى
كما يضيف السيوطي :
حدثني عبد الله بن المعتز قال أنشدني بعض أهلنا للواثق وكان يهوى خادمين لهذا يوم يخدمه فيه ولهذا يوم يخدمه فيه:
قلبي قسيم بين نفسين ... فمن رأى روحاً بجسمين
يغضب ذا إن جاد ذا بالرضا ... فالقلب مشغول بشجوين
و لنترك الواثق جانبا ، و نذهب الى عهد الأمين ( ابن هارون الرشيد ) و هو ألذي كان يسمى “ امام المؤمنين” و يروي السيوطي عن ابن جرير “لما ملك الأمين ابتاع الخصيان وغالى بهم وصيرهم لخلوته ورفض النساء والجواري” ، و اذا كان الواثق مغرما بـ”مهج” فان الأمين كان غرامه خادمه “كوثر” و يروى أن “كوثر” خرج ليرى الحرب (و هي ألتي قام بها المأمون لينزع عنه الخلافة ) فأصابته رجمة في وجهه فجعل الأمين يمسح الدم عن وجهه ثم قال:
ضربوا قرة عيني ... ومن آجلي ضربوه
أخذ الله لقلبي ... من أناس أحرقوه
و قال الصولي: ومما رواه جماعة للأمين في خادمه كوثر وقد سقاه وهو على بساط نرجس والبدر قد طلع :
وصف البدر حسن وجهك حتى ... خلت أني أراه لست أراكا
وإذا ما تنفس النرجس الغ ... ض توهمته نسيم ثناكا
خدع للمنى تعللني في ... ك بإشراق ذا ونكهة ذاكا
لأقيمن ما حييت على الشك ... ر لهذا وذاك إذ حكياكا
وله في خادمه أيضاً:
ما يريد الناس من ص ... ب بمن يهوى كثيب
كوثر ديني ودنيا ... ي وسقمي وطبيبي
أعجز الناس الذي يلح ... ى محباً في حبيب
و مواصلة لحديثنا عن الخلافة في عهد خليفتنا الجديد و تأسيا بما كان في عصور سابقة فأنا من موقعي أقترح اعادة الاعتبار الى فنون العرب فيما يخص تسمية الغلمان و ألذين كانوا يسمون بـ” فاتن و رائق و نسيم و وصيف و ريحان و جميلة ( هكذا بالتأنيث) و بشرى و هي أسماء تجدونها في كتاب أبي حيان التوحيدي “الامتاع و المؤانسة – ص 132 “ ، و غلمان النهضة كثر و الحمد لله .
الخميس، 10 نوفمبر 2011
ازدواجية
- هو يسمي الاستعمار الاسلامي في التاريخ "فتح" ، رغم أن العديد من الكتب تصف أهوالا مما حصل و على سبيل المثال قصة قتل خالد بن الوليد لـ 70 ألف من المسيحيين عند غزو العراق فهل يبعد خالد بن الوليد بمقياس عالمنا الآن عن جورج بوش ؟
- هو يسمي نشر الاسلام في البلدان الغربية العلمانية " دعوة و هداية" ، لكنه يرفض أن يفعل الآخر نفس الشيئ على أرضه بدعوى أنه " غزو فكري لأرض المسلمين" .
- هو يفرح و يهلل و يكبر عندما يسمع بمسيحي أو غيره تحول من دينه الى الاسلام و يسمي ذلك "نصرا للاسلام" ، لكنه يسمي من يتحول عن الاسلام لاعتناق ديانة أخرى "مرتد" ، و بالتالي وجد تطبيق "حد الردة" عليه .
- هو يستمتع بالعيش في ظل الدول الغربية العلمانية و يكفرها على أرضها كما شاء و ذلك بالنسبة له حرية شخصية ، لكنه لا يسمح لمواطني دولته نفسهم بممراسة حرياتهم الفكرية و ان كانوا مسلمين مثله لكن يختلفون معه في أفكاره و هو يدعوهم بـ "العمالة للغرب و نشر الأفكار ألتي تهدم أسس الأمة الاسلامية " .
- هو يحلم بالعيش في الدول الغربية العلمانية لكنه لا يريد العيش في الصومال و السودان و أفغانستان و حتى السعودية لأنها لا توفر له الحرية ألتي يجدها في الدولة الغربية ، لكنه و مع هذا يكفر الدولة الغربية و يريد اقامة الدولة الاسلامية .
- هو يدعو المحجبة و المنقبة برمز المرأة المسلمة العفيفة و يعتبر ذلك حرية شخصية لها في اللباس و يطالبك بأن لا تنتقد ذلك ، لكنه يصف من لا تلبسه و تكون متحررة في لباسها بالعاهرة و الكافرة و غيرها من النعوت .
- هو يقول لك أن تطبيق الاسلام على المستوى السياسي و اقامة الدولة الاسلامية الوهابية سيجلب العدل و الرخاء للجميع ، لكنه لا يعتبر حتى الدولة السعودية الوهابية نموذجا لدولته ، بل النموذج المثالي له هي الدول العلمانية كتركيا و دول أوروبا الشرقية.
- هو يقول لك أنه مسلم معتدل لكنه لا يرضى أن تصف مشائخه الراديكاليين بالمتعصبين و يعتبرهم " علماء" و أنهم فقط يخطؤون بعض المرات لكنهم غالبا على صواب ، و هو يرفض أن تصف القاعدة بالتنظيم الارهابي ، كما يصف بن لادن بشيخ المجاهدين و أنه فقط "أخطأ السبيل" .
- هو يحدثك عن العلوم الاسلامية و المداواة بالحبة المباركة و عن الطب النبوي و يقول لك أن للانسان ساعة لا يعلمها الا الله و أنه و عندما تحين ساعتك فلاشيئ سيعينك ، و يخبرك عن منافع بول الابل و عندما يصاب بوعكة يهرع الى المستشفى ليتلقى الدواء من يد الأطباء .
- هو يتشدق لك بالعلماء المسلمين و يستدل بهم عند الحديث عن التقدم العلمي الغربي واصفا أن كل ما توصل له الغرب أصله عربي لكنه و في نفس الوقت يكفر علماءه المسلمين عندما تقول له أن ابن سينا لا يعترف بالآخرة و أن ابن الراوندي ملحد و يعظم من شأن الغزالي ألذي كفر الفلسفة والفلاسفة .
- في الأخير هو يعتبر أن أفكار العالم الغربي و فلسفته ألتي قام عليها قديما و حديثا من شيوعية و ليبرالية و علمانية و غيرها كفر و أن تطبيقها نوع من العمالة للغرب ، لكنه يقبل أن يطبق الديمقراطية الغربية و ينتخب مجلس نواب و أن يدعوأيضا الى نظام برلماني و هي كلها منتجات غربية أو تاريخية تعود للعصر الاغريقي و لم يقدم المنتج الاسلام الا " الخليفة و الملك" .
ان هذا الانسان في الأخير يحمل ازدواجية في شخصيته و يكيل كل الأمور بمكيالين .