فمة أحد التعليقات جلبتلي الانتباه وهي القول أن المرأة حرة في لبس النقاب .
أيضا بنفس المنطق نستطيع أن نقول أن من حق من تريد أن تصير جارية بأن تكون جارية ، و من حق من يريد أن ينتحر بما أنه عاقل و هو من اتخذ القرار أن ينتحر.
صديقي العزيز قبل أن تتحدث عن الحرية يجب أن تفهم أولا أن الحرية هي مجموعة من القيم ، فلا يمكن مثلا أن نعتبر انسانا يلبس شيئا يحمل شعار النازية حرا في تصرفه فحريته هنا تتعارض مع مفاهيم أعلى منها مرتبة و هي "احترام الآخر" و هذا الشخص في الأصل لايدافع عن الحرية بمفهومها الشامل بل هو يريد ممارسة حريته الشخصية دون اعتبار للآخر و بغض النظر عما يمكن أن يخلق النقاب من مشاكل على المجموعة مثل أن يستعمل من أجل ارتكاب جرائم و هناك عديد التفجيرات و السرقات و الاعتداءات ألتي حدثت استعمل فيها أصحابها النقاب كأداة ، و لكن و لو وضعنا هذا جانبا و بحثنا عن النقاب نفسه كمفاهيم فسنجده يحمل معاني معينة لعل أهمها :
- المرأة عورة : هي سبب الشرور و المآسي و جميع ما يحصل في المجتمع فهي سبب انحطاطه و انحلاله الأخلاقي ، و بتغطيتها تزول كل هذه المشاكل و تختفي .
- المرأة كائن جنسي : المرأة خلقت من أجل المتعة الجنسية الأرضية كبديل عن حوريات الجنة و ألتي تمثلن المتعة الأخروية و من هنا فان هدفها الوحيد في الحياة هو اشباع غرائز مالكها و بما أن فكرة الاستملاك قائمة أساس على الاستحواذ الفردي على هذا الملك يأتي النقاب ليمنع هذا الرجل الآخر من "الزنا البصري" معها .
- الرجل الوحش : و هو هذا الكائن الشهواني الباحث فقط عن الوثوب على فريسته و ألذي لا يحمله في عقله شيئا الا جسد المرأة ، و هنا تصبح قطعة القماش هذه الوسيلة للحماية ! الغريب أنه مكان أن ندين عنف الرجل على المرأة ، ندين المرأة على أنها السبب في عنفه و هنا يصبح هذا النوع من التفكير هو الأصل في الرجل و ليس الفكر الشاذ و المستهجن .
- الطبقية : و المعروف أن النساء قديما كن يتغطين للدلالة على الوجاهة مقابل العبيد و ألتي لا تتغطين و بالتالي يصبح النقاب هنا أعلى درجات الاستعلاء و التكبر فلابسة النقاب هي الملكة أمام الأخريات من العبيد أو الحورية مقابل الأخريات من النساء العاديات ، أو الأكلة النضيفة مقابل الأخريات ألتي تمثلن الأكلة الفاسدة .
ان ارتداء النقاب في الأصل يتعارض مع مفهوم الحرية ، فالمنقبة ليست حرة في تصرفاتها بل أن النقاب هو نوع من الدمغجة الدينية و لا تختلف المنقبة بنقابها عن ملابس مجموعات "كو كلوكس كلان" بما يحمله من أفكار عنصرية ، فهل يعقل القول أن لبس رداء المتعصبين البيض و شعارات النازية هي نوع من الحرية الشخصية ؟