الجمعة، 23 مارس 2012

هل النقاب حرية ؟

فمة أحد التعليقات جلبتلي الانتباه وهي القول أن المرأة حرة في لبس النقاب .
أيضا بنفس المنطق نستطيع أن نقول أن من حق من تريد أن تصير جارية بأن تكون جارية ، و من حق من يريد أن ينتحر بما أنه عاقل و هو من اتخذ القرار أن ينتحر.

صديقي العزيز قبل أن تتحدث عن الحرية يجب أن تفهم أولا أن الحرية هي مجموعة من القيم ، فلا يمكن مثلا أن نعتبر انسانا يلبس شيئا يحمل شعار النازية حرا في تصرفه فحريته هنا تتعارض مع مفاهيم أعلى منها مرتبة و هي "احترام الآخر" و هذا الشخص في الأصل لايدافع عن الحرية بمفهومها الشامل بل هو يريد ممارسة حريته الشخصية دون اعتبار للآخر و بغض النظر عما يمكن أن يخلق النقاب من مشاكل على المجموعة مثل أن يستعمل من أجل ارتكاب جرائم و هناك عديد التفجيرات و السرقات و الاعتداءات ألتي حدثت استعمل فيها أصحابها النقاب كأداة ، و لكن و لو وضعنا هذا جانبا و بحثنا عن النقاب نفسه كمفاهيم فسنجده يحمل معاني معينة لعل أهمها :

- المرأة عورة : هي سبب الشرور و المآسي و جميع ما يحصل في المجتمع فهي سبب انحطاطه و انحلاله الأخلاقي ، و بتغطيتها تزول كل هذه المشاكل و تختفي .


- المرأة كائن جنسي : المرأة خلقت من أجل المتعة الجنسية الأرضية كبديل عن حوريات الجنة و ألتي تمثلن المتعة الأخروية و من هنا فان هدفها الوحيد في الحياة هو اشباع غرائز مالكها و بما أن فكرة الاستملاك قائمة أساس على الاستحواذ الفردي على هذا الملك يأتي النقاب ليمنع هذا الرجل الآخر من "الزنا البصري" معها .

- الرجل الوحش : و هو هذا الكائن الشهواني الباحث فقط عن الوثوب على فريسته و ألذي لا يحمله في عقله شيئا الا جسد المرأة ، و هنا تصبح قطعة القماش هذه الوسيلة للحماية ! الغريب أنه مكان أن ندين عنف الرجل على المرأة ، ندين المرأة على أنها السبب في عنفه و هنا يصبح هذا النوع من التفكير هو الأصل في الرجل و ليس الفكر الشاذ و المستهجن . 

15270
- الطبقية : و المعروف أن النساء قديما كن يتغطين للدلالة على الوجاهة مقابل العبيد و ألتي لا تتغطين و بالتالي يصبح النقاب هنا أعلى درجات الاستعلاء و التكبر فلابسة النقاب هي الملكة أمام الأخريات من العبيد أو الحورية مقابل الأخريات من النساء العاديات ، أو الأكلة النضيفة مقابل الأخريات ألتي تمثلن الأكلة الفاسدة .

image

ان ارتداء النقاب في الأصل يتعارض مع مفهوم الحرية ، فالمنقبة ليست حرة في تصرفاتها بل أن النقاب هو نوع من الدمغجة الدينية و لا تختلف المنقبة بنقابها عن ملابس مجموعات "كو كلوكس كلان" بما يحمله من أفكار عنصرية ، فهل يعقل القول أن لبس رداء المتعصبين البيض و شعارات النازية هي نوع من الحرية الشخصية ؟

image

الاثنين، 19 مارس 2012

لماذا يرفضون العلمانية ؟

رغم وجود العديد من الكتب و ألتي تتحدث عن التاريخ الأسود السياسي للعربان الا أن الغريب أنهم يتمسكون بمفاهيم جامدة بل بالعكس يؤسسون لها في الحاضر بأبشع ما يكون و يدعون لظلام جديد يتجاوز أي حقبة عرفها التاريخ الاسلامي .


- لو تحدثنا عن المجازر فسنجد كتب التاريخ تتحدث عن أهوال ، فمن قتل و حروب و صلب و شنق الى استباحة لمدن بأكملها بل أكثرها قداسة و لا يخفى على أحد أن الكعبة تم ضربها مرتين بالمنجنيق حتى تكسر جزء منها على يد الحجاج ، و لا يخفى على أحد أنه تم استباحة المدينة من طرف جيش يزيد لثلاثة أيام قيل أنه قتل فيها أربعة آلاف و خمسمائة و فضت فيه بكارة ألف فتاة ، كما لا يخفى على أحد التقاتل من أجل السلطة فهذا علي يقاتل معاوية و خديجة ، و هذا العباسيون يقاتلون الأمويين و هؤلاء السنة يكفرون المعتزلة و هؤلاء الحنابلة يروهون العراق و كل هذه الأشياء كانت فقط من أجل السلطة و التحكم ، أما اذا أتينا الى أعمال الخلفاء فحدث و لا حرج فالعباسيون يفتحون مقابر الأمويين و يحرقون جثثهم ، و أبو العباس السفاح يأمر بضرب جمع من الأمويين في مجلسه ثم يأمر ببسط الموائد على أجسادهم و هم يلفضون أنفاسهم الأخيرة و يأكل هانئا لما فعل و غيرها من أمثلة القتل و الذبح و الشوي ألتي تزخر بها كتب التاريخ الاسلامي .

- لو تحدثنا عن الكهنوت و ألذي يحاول شيوخ اليوم نفي وجوده فحدث و لا حرج فهاهو عثمان يخطب قائلا (و الله لا أنزع قميصا ألبسنيه الله ) عندما طلب منه الناس التخلي عن الخلافة ، و هاهو داود ابن علي يخطب نيابة عن السفاح آمرا الناس بالانقياد له فيقول :

الزموا طاعتنا و لا تخدعوا عن أنفسكم فان الأمر أمركم ، فان لكل أهل بيت مصرا و انكم مصرنا ، الا و أ،ه ما صعد منبركم هذا خليفة بعد رسول الله الا أمير المؤمنين علي و أمير المؤمنين عبد الله بن محمد ( و أشار بيده الى أبي العباس) ، فاعلموا أن هذا الأمر فينا ليس بخارج منا حتى نسلمه الى عيسى بن مريم “ .

و لم نر في كتب التاريخ يوما أن خليفة تم خلعه من منصبه بناء على فتوى فقيه فيه بالزندقة رغم ما اشتهر به بعض الخلفاء من اللواط و الشراب و غيرها من المسائل ، بل أن الفقهاء كانوا دائما يبحثون عن اختلاق الأعذار لهؤلاء الخلفاء ، و كانوا في مجالسهم يجيبون و ينصحون و يقدمون المشورة حتى الى أفسق الخلفاء و أكثرهم اجراما و دموية .

أحرقت كتب ابن رشد عندما حاول الفصل بين الفلسفة و علم الكلام ، أما الفلسفة فقد كانت تمثل العلوم الانسانية و علم الكلام كان يختص بالبحث في الأمور الفقهية و هو من هذه الناحية أراد أن يفصل بين الدنيوي و الديني و هو ما ندعوه اليوم العلمانية ، و في حين أخذ الغرب كتبه و استفاد منها ، حرقها العرب و نفوه .

2012-03-19_233809

الأحد، 18 مارس 2012

الخلافة في دستور الخلافة

قالك في دستور الخلافة متع حزب التحرير : "الخليفة يبايعه الشعب مدى الحياة ولا يستبدل إلّا عند موته وإعتزاله أو قيامه بالفسق. ويعزل الخليفة من قبل قاضي المظالم الذّي يعيّنه الخليفة بنفسه" .
المضحك أن حكاية الفسق لم تثبت يوما على خليفة على مر التاريخ الاسلامي و أشهر الخلفاء ألذين اشتهروا حتى بتدنيس المقدسات على رأي بني كشطة و منهم الوليد و ألذي جعل القرآن في مرمى سهامه و بدأ يمزقه بالسهام و هو ينشد :

أتوعد كل جبار عنيد ***  فها أنا ذاك جبار عنيد
اذا ما جئت ربك يوم الحشر *** فقل يا رب خرقني الوليد.

و يأتي الامام الذهبي فيقول في الوليد : ( لم يصح عن الوليد كفر و لا زندقة ، بل اشتهر بالخمر و التلوط) !!
يعني اذا كان الخمر و التلوط و تقطيع القرآن بالسهام و القول في الأشعار بأن محمدا كاذب لم يأتيه الوحي ، بل يتحداه أن يمنع عنه المأكل و المشرب في قوله :

تلعب بالخلافة هاشمي *** بلا وحي أتاه و لا كتاب
فقل لله يمنعني طعامي *** و قل لله يمنعني شرابي

فاذا كان كل هذا لم يثبت عليه تهمة الكفر و الزندقة فلكم أن تتخيلوا أن خليفتكم لن يعزل الا بعد أن تنتهي فترة صلوحيته و يصير في عداد الأموات ، فهنيئا لكم دولة بني كشطة .

الجمعة، 16 مارس 2012

الشريعة بين التاريخ و حركة الكشطة و غلمانها

خرجت اليوم في تونس مسيرة مطالبة بتطبيق الشريعة و تضمينها في الدستور و رفع أصحابها شعارات من نوع “لا للديمقراطية” ، “نعم لتعدد الزوجات” …

421279_298586426875133_100001713343846_738607_574266199_n418209_271465149599874_187760691303654_606498_840757080_n

طبعا لو سألنا أصحاب هذه الشعارات عما يقصدونه بالشريعة فلن تتجاوز اجاباتهم قطع الأيدي و رجم الزناة و الجلد و غيرها من الأحكام ، و ان كانت تلك اجاباتهم فهو لأنها الحقيقة فما يدعونه شريعة هو أصلا لا يتجاوز بعض الحدود و التي تم العمل بها في السابق لغياب منضومة قضائية واضحة فلا سجون و لا شرطة و لا بلديات و لا مؤسسات ، و الشعر العربي القديم مليئ بشعارات القصاص و الأخذ بالثأر و غيرها .

اذا فان هذه العقوبات أتت مطابقة للبيئة ألتي وجدت فيها و هي بيئة قبلية قانونها “العين بالعين و السن بالسن “ و الملاحظ أنه و فيما يخص الأمور الأخرى كالجواري و العبيد و تعدد الزوجات فانها ظلت على حالها فتعدد الزوجات هو أيضا من العادات المألوفة في المجتمع الجاهلي .

ترفع لنا حركة النهضة أو (حركة الكشطة ) لنا في هذه الأيام شعار “ الشريعة هي الخير كله” و يأتي أعضاؤها في المجلس التأسيسي ليحدثونا عن جمال الشريعة بطريقة هلامية من نوع “ الشريعة هي حقوق الانسان و الديمقراطية ، الشريعة هي أصل الحريات ، الشريعة هي العدالة الاجتماعية” و الغريب أن كل هذه القيم ألتي يتكلمون عنها لا تمت بصلة للشريعة و ليس الاسلام أصلها بل أن الاغريق و الرومان و الفراعنة و غيرهم من الحضارات تكلموا عنها و كتبوا مجلدات حولها و لفلاسفة هذه العصور أقوال مأثورة فيها .

2012-03-16_2034292012-03-16_203758

أما الغريب فأن حركة الكشطة ترفع لنا هذا الشعار موهمة الناس أن تطبيق الشريعة الفوري سينجر عنه تطور فوري لمجتمعاتنا و سنغرق في جنات النعيم الدنيوية قبل أن ننتقل الى جنات نعيم الآخرة فهل هذا الكلام صحيح ؟

الملاحظ أن تطبيق هذه القوانين و ألتي يدعونها شريعة لم تمنع من أن يقتتل المسلمون و لم تمنع أن تقوم الفتنة الكبرى و لم تمنع من أن يقتل عثمان على يد غيره من الصحابة و يدفن في مقابر اليهود ، كما لم يمنع تطبيق الحدود من انتشار مظاهر مثل الزنا ( و لنا في حادثة الزنا في عهد عمر أكبر دليل ) أو شرب الخمر ( و لنا في بعض شعراء الخمر دليل و منهم أبو نواس ألذي لم يذكر أي مصدر أنه تم تطبيق الحد عليه ) كما لم يمنع وجود هذه القوانين في القرآن أن يقوم عمر بالغائها كما فعل مع حد السرقة و المؤلفة قلوبهم .

أما في ما يخص شعار الحكم بالشريعة ، فالمعروف أن من يريد الحكم في هذا العصر لابد أن يكون له برنامج متكامل في المجال الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي و القضائي ، و السؤال هنا :

- ماذا تقول الشريعة في طريقة التداول على الحكم ؟ و المعروف أنها لا تذكر حول ذلك شيئا ،و اذا أستندنا الى طريق الخلفاء الأوائل فاما تعيين الخليفة لآخر كما فعل أبو بكر ، أو استشارة ستة من الصحابة كما فعل عمر ، أو موت الخليفة كما صار مع عثمان أو حد السيف كما فعل معاوية .

- ماذا تقول الشريعة في التعليم ؟ و هي ألتي لا تذكر الا قراءة القرآن ، و يؤكد عمر ذلك بأمره حرق مكتبة الاسكندرية قائلا “لا كتاب مع القرآن”.

- ماذا تقول الشريعة في الاقتصاد العالمي ؟ و هي ألتي لا تذكر الا الربى و أللذي كان معمولا به بسبب استعمال الذهب و البعير في ذلك اعصر للتجارة في حين أننا نتحدث اليوم عن بورصة و سندات حكومية و أوراق مالية تتأثر قيمتها من فترة لأخرى .

- ماذا تقول الشريعة في حقوق الانسان و هي ألتي أصبحت قوانين يقاس بها تطور الشعوب و تحضرها في حين أن الشريعة تتضمن تعدد الزوجات و الجواري و الغزوات و ملك اليمين و قطع الأيادي و الرجم و الردة وغيرها من الأحكام ألتي أصبحت مرادفا للمجتمعات المتخلفة ؟

- ثم ماذا تقول الشريعة في أمور مثل : البيئة و التصحر و البناء الفوضوي و غيرها من المسائل ألتي لم تكن موجودة في دول العربان قديما و أصبحت اليوم مسائل مهمة في حياتنا ؟ أم أننا سنجلب مجموعة من المشائخ ليفتحوا لنا كتب التاريخ الاسلامي الغابر و يفتوا لنا في ما يجب عمله و بالتالي نعود الى العصور القروسطية و “الحاكم بأمر الله” ؟ .

- ثم كيف سنطبق الشريعة على غير المسلمين في دولتنا ؟ أم أننا سنكتب دستورا للمسلمين و آخر لغير المسلمين ؟ أم نجبر غير المسلمين على تطبيق شريعة هم لا يعترفون بها أصلا ؟ و هذا تقسيم لوحدة الوطن و مخالفة صريحة لمبدأ المواطنة و تقسيم ديني للتونسيين ؟

ان الشريعة في الأصل تتمثل في مجموعة من الأحكام ألتي أتت في عصر معين و هو عصر ما قبل الدولة و كانت متناسقة مع عصرها فلم تتصادم به و لم تحاول أن تخالف العادات ألتي كانت موجودة في زمنها ، و لعل فيما فعل “عبد الملك ابن مروان” عندما بلغه و هو في المسجد أنه صار خليفة فما كان منه الا أن أغلق القرآن قائلا “هذا آخر عهدي بك” الا دليل على أن ممارسة الحكم مختلفة تماما عن الدين.

الخميس، 15 مارس 2012

ما هذا المنطق يا عربان ؟

- أكثر ناس تستعمل في نظرية المؤامرة من نوع 11 سبتمبر نفذتها المخابرات الأمريكية و السلفيين فزاعة يستعملها اليسار الكافر الماسوني لضرب هوية الأمة أصبحت اليوم تعتبر أن من يقول أن هناك أجندات خارجية تريد جعل الثورة السورية قضية دولية من أجل التدخل في المنطقة كلام فارغ .
- و أكثر ناس كانت تعارض و الى الثمانينات مصطلح الديمقراطية على أساس أنها منتج غربي كافر أصبحت اليوم تطلب من الناتو و أمريكا التدخل من أجل نصرة الديمقراطية .
- و أكثر ناس تتباكى على الاحتلال الغربي للدول العربية تجدها تستميت دفاعا عن الغزوات التاريخية و تعتبرها نصرا مبينا .
- و نفس من يولولون كل يوم قائلين أن الغرب يريد انتزاع الهوية و الاسلام من دول العربان تجدهم يدافعون و بشراسة على دخول الجيوش الاسلامية في التاريخ الى دول شمال افريقية البربرية و المصرية الفرعونية و غيرها و أسلمتها بمنطق "أسلم تسلم" .
- و نفس من تجدهم يحاربون الآراء المختلفة معهم في دولهم و الديانات الموجودة من بني جلدتهم و يصفونهم بالكفار تجدهم يهللون و يكبرون و يعتبرون نشر الاسلام في دول الغرب حرية بل واجبا على الغرب احترامه .
- و نفس من يكفرون العلمانية و يرفضون ممارسة الآخرين لحرياتهم الشخصية في دولهم حتى في بناء دور عبادة تجدهم يطالبون الغرب باحترام حريتهم في بناء دور عبادة خاصة بهم بل و حتى الصلاة في الشوارع .
- و نفس من تجدهم يكفرون العلمانية و يصفونها بأنها كفر و معارضة للمشيئة الالاهية هم نفسهم سيكونون أول من يولول في حالة قيام الدول الغربية باقامة أنظمة دينية و اجبارهم على قوانينها .
ماهذا الخور أيها العربان و ما هذه الطريقة البليدة في التفكير ؟